من الأحداث المهمّة والمؤثرة فی التاریخ السیاسی للإمام الحسن× هی محاولة اغتیاله فی طریق ساباط إلی المدائن، والتی تمّت -بناءً علی رأی معظم المؤرّخین- علی ید الخوارج. وفقًا لهذه المصادر، اشتهرت مسألتان: الأولی هی خطبة الإمام فی ساباط، والتی أثیرت بسببها الشکوک حول نیة الإمام الحسن فی الصلح مع معاویة، واعتبرت أوّل ما حرّض الخوارج علی معارضة الإمام الحسن× والثانیة هی تنفیذ هذا التحریض من قِبَل الخوارج بمحاولة اغتیال الإمام الحسن× فی طریق ساباط إلی المدائن. ونظرًا للدور الهام الذی تلعبه هذه الخطبة ونسب محاولة الاغتیال إلی الخوارج فی تحلیل قضیة صلح الإمام الحسن× مع معاویة بشکل عام، فإنّه من الضروری فحص الإشکالیات الهامّة التی تطرح حول هذین الموضوعین من حیث السند والمضمون. وفی هذه الدراسة، باستخدام المنهج الوصفی التحلیلی، وبفحص الوثائق المتعلّقة بمحتوی الخطبة وحادثة الاغتیال التی تربطهما علاقة وثیقة تمّ التعمق فی البحث عن العقول المدبّرة للاغتیال وتوصلت الدراسة إلی أنّ نظریة مؤامرة اغتیال الإمام الحسن× قد طرحت من قِبَل الأشراف وعوامل معاویة المتسللین خلافًا لما هو مشهور.